Tuesday, December 10, 2013

مجمل القول في ما ورد في كتاب أشخاص حول "الطاهر ولد غزالة"


مجمل القول في ما ورد في كتاب أشخاص حول "الطاهر ولد غزالة"

 May 21, 2012 at 1:27am



لقد انتهيت لتوي من قراءة كتاب شخوص حول "الطاهر ولد غزالة" ولمن لم يسمع عن هذا الإسم من قبل هو الإسم الذي ورد على لسان تلك المرأة اليهودية والتي إدعت أنها خالته في القناة الثانية الإسرائلية والتي قالت أنه الإسم الحقيقي للملازم المردوم معمر القذافي.
وتم ترديد هذه المعلومات منذ عدة أعوام في برنامج ”العالم هذا الصباح” الذي تبثة القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي بناء على شهادات تتداول بين اليهود ذوي الأصول الليبية والذين هاجروا إلى إسرائيل وأوروبا.
بالنسبة لي لا يهم إن كان يهوديا أو غير ذلك بل أتمنى في قرارة نفسي أن يكون يهوديا حتى لا يكون سابقة في التاريخ البشري أو يكون شاذا عن المألوف -  حاكم يقتل شعبه بدم بارد - ويؤسس قاعدة يبني من خلالها الطغاة ملامح حقبة جديدة من القمع والإضطهاد ، إذ إن الإضطهاد لن يقف أبدا عند شخص الملازم المردوم ، فالتاريخ مليئ بأمثاله ولكن ليس بهذه الطريقة والوحشية.

كتاب السيد عبد الرحمان شلقم يمثل مرجع ثري بالمعلومات لحقبة دامية دامت قرابة نصف قرن من الزمن، رغم إني متحفظ لبعض ماورد فيها من أحداث دقيقة لا يمكن بأي حال من الأحوال التحقق من مصدقيتها ، ولا يمكن تصنيفها إلا ضمن أحداث درامية لا تخلوا في بعض الأحيان من الإثارة التي تجذب القارئ وبعيدة كل البعد عن الحقيقة وهذا يعتبر مسلك مقبول في الأدبيات إذا تم الحفاظ على الأطر العامة التي من أجلها ألف الكتاب .

الكتاب تحدث عن مجموعة من الأشخاص حول القذافي ، حيث وضع الأستاذ عبد الرحمان منهجا تم من خلاله سرد مجموعة من الأشخاص وغض الطرف عن آخرين ، ورغم وضعه لهذا المنهج فقد إنحرف عنه في كثير من الأحيان.
أروع ما رأيت في كتابته أن يقوم بسرد سيرة الشخص بطريقة عادية ثم يرتقي في أسلوبه إلى التعنيف والقذح في ذاك الشخص إلا أن يصل بك إلى أحداث السابع عشر (17) من فبراير وما مثله هذا الشخص من مواقف لهذه الثورة.
سرد الكثير من القصص والعبر التي لا يمكننا أن نغض الطرف عنها وكيف أن أشخاصا إنحرفوا عن الجادة رغم شخصيتهم الهادئة في بداية حياتهم على شاكلة عبد الله السنوسي أو ميولهم الأولى إلى التقوى على شاكلة أحمد إبراهيم القذافي، أو رصيدهم الثقافي والعلمي على أعلى المستويات على شاكلة رجب أبودبوس. وبين هؤلاء جميعا يكمن سر وكينونة النفس البشرية وتركيبتها المعقدة وتكمن أسرار سطرها كلام الله سبحانه وتعالى وكيف أن النفس البشرية تتمحور حول عدة محاور أولها قوة العقل وقوة الإرادة وبينهما يكمن نقاط الضعف منها حب الشهوات وحب المال ، وكذا الخوف من المخلوق، و عدم الصبر في النوازل:
يقول تعالى :
( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب.)

جميع من أوردهم السيد عبد الرحمان شلقم في كتابه هم ذوي طباع مختلفة وميول متباينة إستخدمهم العقيد المردوم في تنفيذ مآربه الشخصية واستخف بعقولهم مستخدما أدوات الاستخفاف المعروفة منها المال والسلطة وسحر الترهيب وبرع في ذلك أيما براعة، يقول الله سبحانه وتعالى في ذكره لقوم فرعون ((فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)) أي استخف فرعون بقومه فأطاعوه، وهنا تكمن أسرار الأشخاص الذين كانوا حول القذافي ، إستخفهم فأطاعوه أي أن مكمن نفسيتهم البشرية ميالة إلى الفسوق والفجور فقبلوا الركون إلى جانبه وآثروا حب المال والسلطة على  الركون إلى الحق وأهله فعظمت درجات الإنحراف بالتقادم الزمني حتى أصبح تصحيح المسار شبه مستحيل إن لم يكن مستحيلا يقول الله سبحانه وتعالى : ((فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) التيسير لليسرى تبدأ من داخل النفس البشرية فييسره الله سبحانه وتعالى لليسرى ويفتح له آفاق اليسر للتقوى والصلاح أما من حاد الجادة وجانب طريق الضلال فمآله إلى الإنحراف أكبر وميوله إلى الضلال اقرب.

كتاب السيد شلقم ملئ بالأحداث ولا يخلوا من الطرف والتراجيدية المؤلمة، سرد وقائع وأحداث لم أعايشها وأنا من جيل السبعينيات القرن المنصرم، أسلوبه في التعبير يجذب القارئ ويجعله يعايش الأحداث لحظة بلحظة رغم وضاعة بعض التعابير التي لم تخلوا منه جنبات الكتاب سواء في سرده لوقائع أو وصفه لأناس بأعينهم.

أعيد وأكرر هذا الكتاب رغم تحفظي لبعض ما جاء فيه إلا أني أجده مرجعا لابد ا منه في سبر أغوار حقبة دامت لحوالي نصف قرن من الزمن فحري بالمؤمن الفطن أن يعتبر وحري بالمؤمن أن يتعظ وحري بالمؤمن أن يتذكر ما آل إليه أولئك. أجمل آية وجدتها تصور العظة والعبرة في نهاية الطاغية "الطاهر ولد غزالة" هي في نهاية سورة إبراهيم ، يقول الله تعالى ((هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب)).
بلاغ -إنذار - علم - تذكرة أو موعظة. هذا وللحديث بقية.

 

No comments:

Post a Comment