Tuesday, December 10, 2013

تقنين المعصية والليبرالية على الطريقة الليبية

تقنين المعصية والليبرالية على الطريقة الليبية

December 6, 2011 at 8:27am
بدأ العد التنازلي للإستحقاق الديمقراطي وولادة الأحزاب السياسية على الساحة الليبية ، والتي في تقديراتي سوف يصل تعدادها إلى العشرات إذا لم نقل المئات، وسوف تشهد الساحة الليبية تجاذبات فكرية وعقلانية تنبع من تعدد المرجعيات الأيديولوجية بنكهة ليبية إن صح التعبير وأقصد بذلك أن المرجعيات الأيديولولجية في ليبيا مردها إلى عدة عوامل وأوجزها هنا للسرد لا للحصر  إلى حقبة الـــ 42 عاما من التسلط الدكتاتوري على العقلية الليبية والتي أنتجت تراكمات سلبية لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال وأيضا مردها إلى طبيعة الثقافة الليبية والتي كانت محصورة ونابعة من عدة مشارب منها "المرابيع وراس الشارع والمرشابديات" والمجالس الإجتماعية من أعياد ومناسبات وأفراح ومجالس عزاء والتي أنتجت مع الأيام ثقافة تركيبتها تكاد تكون متناقدة وغير متناسقة يتكلم فيها السفيه والوضيع والمتعلم ويدلي فيها الجاهل بدلوه.
هذه الثقافة سوف تؤتي ثمرها في المرحلة القادمة وسوف تكون نتاج مرحلة مأسوية مرت بها ليبيا طيلة ال42 عاما الماضية.
المجتمع الليبي بطبيعته تغلب عليه البداوة ، والتدين في آن واحد وهو ما يميزه على باقي المنطقة ، إلا إن جيلا بأكمله سوف تكون له الكلمة  الفصل في المرحلة القادمة ولن أسيء هنا لأشخاص بأعينهم ، ولكن سوف أسرد المراحل التي مرت بها ليبيا في السنوات الماضية وكيف أن جيل بأكمله سوف يؤثر في باقي الأجيال المتعاقبة بطريقة سلبية وليست إيجابية.
سوف أستهل هنا بفترة المائة عاما الماضية والتي كانت بين العامي 1911 إلى 2011 أي قرن من الزمان. فمن حوالي سنة 1911 إلى سنة 1959 كانت هذه المرحلة مرحلة يغلب عليها الجهل والفقر ولن أتكلم عن هذه المرحلة بعينها وإن كان تأثيرها بادئ على الساحة من قريب أو من بعيد.
من سنة 1960 إلى سنة 1979 ظهور جيل نبذ الجهل الذي  كان عليه الأباء مما أدى إلى ظهور جيل متعلم ومثقف في آن واحد وذو منهجية متخبطة ذات أفكار متطرفة عقلانية علمانية ليبيرالية شيوعية متخبطة وأعيد وأكرر بأن هذه المرحلة قد تولد عنها طبقة مثقفة جدا نرى بروزها في الساحة الليبية بشكل لا يمكن تجاهلة حتى نكاد نجزم  جهلا أن برالأمان للدولة الليبية لا يمكن أن ترسوه إلى بوجود هذه الشريحة وسوف أعدد الأسباب التي سوف يوافقني معظمكم الرأي فيها.
الفترة من سنة 1979 إلى 1989 ظهورجيل شبه متعلم وليس مثقف بتاتا وأقصد هنا أنه جيل يغلب عليه التعليم  ولكن الثقافة تكاد تكون محصورة على الدوري الأيطالي والدوري الإنجليزي والمصطلحات "السكلاتشية الرنولدوية " وغيرها من المصطلحات "الرأس شوارعية" والتي تعطيك إنطباعا بأن المتكلم بها فهيم وعريف وأنه فلتت زمانه ، إلا إذا خانتك الإجابة وتشاعبت في السؤال وكان خارج الموضوع بأن تسأل عن ثقافة خارج هذا المضمار فإنك تتفاجأ بأن هذا العريف ماهو إلا جاهل لايفقه من الثقافة شئ إلا النذر اليسير وهو جيل للأسف تعايشنا معه ولا أقصد هنا التعميم ، فلا يخلوا هذا الجيل من طبقة مثقفة.
الفترة من سنة 1990 إلى سنة 2011 هي فترة كارثية على المجتمع الليبي بكل المقاييس تكاد تعجز أناملي عن كتابة وصف لهذه الفترة وأنا لا ألوم شباب هذه المرحلة لأنها مرحلة غلب عليها الجهل بطريقة ممنهجة من قبل الدولة الليبية فقد فقد شباب هذه المرحلة التعليم والثقافة في آن واحد وأعيد وأكرر أني لا أعمم هنا إذ لا تخلو مرحلة من وجود طبقة مثقفة ومتعلمة في آن واحد إلا إني أؤمن بأن الثقافة هي الركيزة التي تبنى بها الشعوب.
من سياق حديثي السابق عن جميع المراحل التي مرت بها الأجيال المتعاقبة نجد أن الساحة الليبية تكاد تكون خالية  لجيل المرحلة الثانية وأقصد هنا  الفترة من سنة   الفترة من سنة 1960 إلى 1979 من خريجي جامعة السوربون والجامعة الأمريكية في بيروت وغيرها من الجامعات التي كانت معروف في تلك الحقبة، وهو جيل لا أنكر أنه يغلب عليه الثقافة والتعليم في آن واحد، ولكن أستدرك وأقول أنه جيل عاش بمنهجية متخبطة يغلب عليها العقلانية المفرطة والتي لا تبدي إستحياء من رد نصوص الكتاب والسنة المحمدية بطريقة فلسفية متعجرفة يدعي الليبرالية وإن كانت على حساب الدين والقيم ويدافع عن العلمانية وكأنها هي طوق النجاة لجميع التجارب الإنسانية، هو جيل نبذ فكر الجيل الأول بطريقة متطرفة وغير مسئولة ، هو جيل نزع جلباب أبيه فإستبدله بجلباب الخواجة وكأنه طوق النجاة ، هو جيل المرحلة القادمة على الساحة الليبية، هو جيل مستحدث لمعظم الأحزاب السياسية في الساحة الليبية فماذا أنتم فاعلون،  إذا لا يخلو حزب سياسي مستحدث إلا بوجود وجه من وجوه هذه المرحلة وإن كان بالتنظير ، هو جيل خانته الفطنة والرزانة وما زاد من تطرفه هو جهله بالدين أو بكلمة أخرى ثقافته بالدين صفر على الشمال، إذ كيف لمسلم واع أن يدعي الليبرالية بحماقة تفوق جميع التصورات، أهو مرده جهل بالليبرالية .  أقول المعاصي من زنا وشرب للخمر هي معاصي بحد ذاتها ويمكن للمسلم أن يقع فيها ومردها الإستغفار والتوبة النصوحة تكفي لدرئها والإنابة إلى الله عز وجل هي السبيل للرجوع عنها، ولكن أن يكون للمسلم نصيب في تقنين هذه المعاصي أي أن يسن للمعصية قانونا يحميها ويحمي مقترفها فهذا والله هو الكفر بعينه وليس بينه وبين مرتكبها والكفر إلى حد يفصلهما . يأتي من ينظر علينا ويقول نحن أحزاب ليبرالية ندعوا للإسلام الوسطي ، فأقول والله إنه النفاق بعينه فوالله لو وضعوا جميع الرخص المذكورة من قبل جميع العلماء والأئمة الأربع ووضعوها في بوثقة واحدة لما رضيتم بها ولكن هي الليبرالية بثوبها الجديد على غرار كلمة إخواننا المصريين بوصفهم لجماعة غير موجودة في مصر أطلق عليها "الأخوان الشيوعيين.

 

 



No comments:

Post a Comment