Tuesday, December 10, 2013

عمى القلب أم عمى البصيرة أم كلاهما معا

عمى القلب أم عمى البصيرة أم كلاهما معا

  March 9, 2012 at 1:44am

اللحية سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم - قال تعالى (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ))  

 إنتشرت في الأونة الماضية  على صفحات الفيس بوك صورة أعمت القلب قبل أن تعمي البصيرة وهي تتضمن لوحة كانت لإحتجاج في مصر  ومكتوب على اللوحة هذه العبارة  " ربي المخ قبل اللحية" واللتان تدعوان فيهما إلى تربية النفس قبل اللحية (وهذا صحيح مع أني متحفظ على كلمت "قبل" لو أستبدلت  "مع" )، ويبادرك شعور وأنت تقرأ هذه اللوحة أن صاحبة هذه اللوحة في قمة الأخلاق وهذا من عمى القلب و مايزيد الطين بلة أنك تعمل شير لهذه الصورة على صفحات الفيس بوك حتى يركبك ستين إثم وهذا من عمى البصيرة ، فقلت الأخلاق وأعني بالأخلاق هنا الأخلاق الإسلامية ولا أعني حسن التربية والمعاملة لأن هناك بون شاسع بينهما إذ تصف السيدة عائشة خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم بقولها : كان خلقه القرآن.
فحسن التربية والمعاملة الحسنة صفتان يتفاوتان فيهما المسلم واليهودي والمسيحي والبودي وغيرهم من الملل والنحل، فتجد في بعض الأحيان مسيحي يحسنك المعاملة أكثر المسلم وتجد الجار البودي أحيانا يحسن جوارك أكثر من جارك المسلم وهكذا دوليك،  ولكن حسن الخلق النابع من القلب لن تجده إلا في المسلم لأن خلقه مع الله منضبط ويحتكم إلى ضوابط نابعة من القلب المنقاذ لربوبيته والإخلاص النابع من توحيده لأولوهيته سبحانه وتعالى.
ولكن مامعنى أن تجد شخصا ما ذو لحية كثة وذو معاملة سيئة وفض مع الناس عموما وكذلك في المقابل تجد مرأة محتشمة ومرتدية للحجاب ، وتربيتها سيئة، والعكس صحيح ، فهذا واقع معاش ولا يمكن إنكاره بتاتا .
أقول وبالله التوفيق إن المسلم المؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا هو محاسب على كل كبيرة وصغيرة يقوم بها سواء أكان ذو لحية أو بدونها هو مسلم عليه ما على المسلم الآخر من إلتزامات  دينية وأخلاقية يستوجبها عليه الشرع الحنيف . يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا)).. فالمسلم الذي إختار لنفسه طريق الإلتزام ينطبق عليه نفس الشئ وهذا من قولي وليس مقالي "خياركم قبل الإلتزام خياركم بعده" والناس يتفاوتون في ذلك إذا إن هناك عوامل أخرى يحددها هذا المسار، فالمسلم الذي إختار هذا الطريق إذا كان من بيئة طيبة ومحافظة وتربي أبنائها على الصدق وعدم السرقة وغيرها من أنواع التربية الحسنة والتي لا يسع المقام لسردها ، هذا المسلم والذي إختار هذا الطريق أي طريق الإلتزام لن يجد صعوبة في الإرتقاء بحسن خلقه إلى مصاف الصديقين. والعكس إذا كان المسلم والذي إختار لنفسه طريق الإلتزام وجاء من بيئة ذات تربية سيئة ووجد نفسه في مقتبل العمر وقد رضع على الغلظة وفطم على الكذب وترعرع على سرقة الناس فإنه يجد نفسه في صراع مرير مع النفس بعد الإلتزام (وله أجران إنشاء الله إذا إجتهد وأخلص النية)، إذ إن اللحية يمكن تربيتها في عدة أيام ولكن تربية النفس ومجاهدتها تحتاج إلى سنين من الصبر والمثابرة وهذا لا يعنى أن نترك سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لأن في تركها مدعاة للهجران وخاصة في السنن المقدور عليها والتي يأتي ما هو أهم منها تباعا لا لسبيل الترك ولكن من قبيل المثابرة فقط فرفقا بإخوانكم.
أما أولئك الذين يتشدقون بعذب الكلام وسلاطة اللسان وحرب على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فحسبي أني أذكرهم بقول الله عز وجل، و بالله تمعنوا معي في دلالات هذه الآية والتي أصبحت واقعا معاشا ، يقول الله تعالى :  (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له إتقي الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)) .
وأقول لأولئك الذي يحسبون الأشياء بطريقة خاطئة وغير منطقية ومردهم في ذلك إلى العقلانية وإحتكامهم للعقل في رد النصوص الشرعية ، فأعزيهم بهذه الآية والتى إن سمعوها ولم يعوها فاقول عليهم السلام ، إذ يقول الله تعالى :(( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن))
إذا ما هو الحل في أولئك الذي يتشدقون بالأمور الفلسفية ويركنون إلى العقل في ردهم على الأمور الشرعية حتى وإن كانت من الأمور المسلمة ومعلومة من الدين بالضرورة ، كالحجاب وغيره، يقول الله سبحانه وتعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر  ))  ببساطة جدا ، ولكن هذه البساطة في المرد أعمت قلوب الكثير من الذين لم يرد الله بهم خير "فهم في طغيانهم يعمهون"، فإن ركبوا رأسهم وحكموا عقلهم في ردهم للأمور الشرعية فهم في خطر كبير ويوشك أن يقعو في الكفر وإن كانوا قد وقعو فيه أصلا بطبيعة الحال وليس على سبيل المقال.

No comments:

Post a Comment