Tuesday, December 10, 2013

يا دعاة الفيدرالية أفيقوا...


يا دعاة الفيدرالية أفيقوا...

March 17, 2012 at 5:07pm
وطن يمزق في سبيل أوهام . جيل بأكمله سيلعن من ساهم ودعم وأشار إلى الفرقة.

 

الحرية قبل هيبة الدولة تعني الكثير في قاموس الدول الحديثة ، تعني إعتصامات هنا وهناك ، ومظاهرات بمجرد أن المدير محسوب على تيار دون آخر ، وإذا كان من الآخرين فهناك آخرون يريدون أن يتظاهروا ضده وهكذا دواليك بدون أن تقوم للدولة قائمة، أنا ضد تقييد الحريات وأعني الحرية المقيدة بالضوابط الشرعية التي يكفلها الإسلام وهي الحرية التي لايتعدى بها الشخص على حقوق الآخرين، بمعنى آخر أن هيبة الدولة مهمة قبل إنطلاق الحريات العامة و هيبة الدولة لا تعني التسلط على رقاب الناس على غرار الملازم المردوم. هيبة الدولة هي الهيبة المنبثقة من شرعيتها .
الفيديراليون وضعوا أخطاء 42 عام من تسلط القذافي في حكومة وليدة عمرها أشهر.
أنا لست مع ولا ضد الفدرالية ،ولكني مستقرئ فقط لمآلاتها، ولهذا أقول أن الفدرالية في ليبيا (ولا أقصد سويسرا) هي تعدي على حقوق شعب بأكمله. قوة ليبيا في إتحادها لا في فرقتها ، ومصلحة ليبيا في وحدتها ، ودعاة الفدرالية إما جاهل بها أو قبلي متعصب تفوح منه رائحة العصبية المقيتة والجشع الذي يملأ قلبه وكأن تصوراته للفدرالية هي أحلام وردية تنبع من رؤيته للبحيرة النفطية التي تعج بها البلاد ، وينسى أو يتاسى أن وراء هذه الأحلام نفق مظلم لا وجود لبؤرته البيضاء، أكاد أجزم أن الفدرالية هي بداية لحرب أهلية طويلة الأمد تحاكي الحروب الموجودة في بؤر العالم الساخنة، وذلك لعدة أسباب أوجزها هنا في عجالة ، وهذه الأسباب كفيلة بإذكاء نار الحرب وإشتعالها إلى مالا نهاية :
السبب الأول : بداوة الشعب الليبي والقبلية المقيتة المتأصلة في خلجات بعض القبائل.
الثاني : وقود الحروب الأول وهو النفط والذي لا يعرف هذا العامل فليقلب خريطة العالم ويعدد البؤر الساخنة فيه.
الثالث: أعلم أن هناك ثلاث خرائط لأقاليم الفدراليات ولا أعلم أن أيا منها معتمد أصلا، فهذا أصل آخر يمكننا أن نستقرأ منه مآل هذا الحراك السياسي.
نحن جيل نحاول أن نصحح جهل، وعصبية الأباء والأجداد ونرجعهم إلى الجادة لا أن يقوم الأباء بإقتيادنا مثل القطيع وكلامي هنا موجه إلى الطبقة المثقفة والتي تحسب عليها الحراك الفيديرالي، والتي تذكي العصبية بطريقة حضرية وأعني هنا بطريقة حضرية أي الفدرالية وهي كلمة حق أريد بها باطل، وما حدث في بنغازي بالأمس لخير دليل للإستقراءات والمآلات التي يمكن أن تحدث عنها الفدرالية.
الفدراليون نوعان لا ثالث لهما:
الأول : أن الفيديرالي يظن أن الفيديرالية هي الحل وهذا يمكن مناظرته والأخذ بيده وإقناعه بالبدائل السليمة لأن الحل سهل جدا، ولا أعني أن الفدرالية ليست حل ، بل يمكن أن تكون حل ولكن ليس في ليبيا.
الثاني: أن الفيديرالي ليس مقتنع بالفيديرالية بقدر ما هو إنتصار للقبيلة (وهذا هو الغالب في الساحة) وهذا لا حل له لأن العصبية أعمت بصيرته وأخزت سريرته  وأنكت قريرته وهو مقاد كاالأنعام بل هو أضل وإن كان بيهرك علمه الدنيوي فهو عن الحكمة بعيد وعن الرزانة غير سديد، وجهله بعواقب الأمور كعلمه بكنهها.
كلامي هنا للطبقة المثقفة وليس لقطيع الأغنام المقاد، نحن دعاة إصلاح لا وقودا نذكي بها رؤوس الفتن التي لا يعلم مآلها إلا الله ، ولكن نرجع ونردد كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم " الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها ". يجب على المؤمن أن يكون رزين فطن لا تقوده الأطماع والجشع إلى قناعات تتولد عنها مآسي يندم عليها طوال عمره ، يجب عليه أن يستقرء الأموره بنظرته الثاقبة ورؤيته السديدة لعواقب الأمور . يقول تعالى (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون).
آيات القرآن تتلى علينا آناء الليل وأطراف النهار وعبر الأمم السابقة منظورة وتملأ بها دسات الكتب أفلا يكون هذا كافيا لأن نستقرئ عواقب الأمور ومآلاتها. فليحذر كل كاتب ومؤطر وداعي لهذه الفتنة بأن يكون له منها نصيب ، أو كما قيل في الأثر "الفتنة نائمة لعن الله موقظها" مع إنه ضعيف السند إلا إن معناه صحيح، ويقول المولى عز وجل " ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام  ، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد  ، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد  ، ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد  ) ". هذه الأيات لا تعني بأي حال من الأحوال تدعيم أو تجريم الفدرالية بمعناها الفضفاض بقدر ما تصب في دائرة الفتن وما يقع فيها من مآسي تأكل الأخضر واليابس، أرجع وأقول أنا لست ضد الفدرالية ولا معها ولكن مستقرئ فقط لكنهها ومآلها، "فاعتبروا يا أولي الأبصار".

No comments:

Post a Comment