Tuesday, December 10, 2013

أوراق بحثية في التجربة الصومالية وإسقاطها على الواقع الليبي


أوراق بحثية في التجربة الصومالية وإسقاطها على الواقع الليبي

September 26, 2012 at 7:47pm

بادئ ذي بدء فإني لا أدعوا إلى التشؤم ، بل إني متفائل إلى حد اللا واقعية ، وأدعوا غيري إلى سلوك هذا النهج الذي دعى إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو التفاؤل في كل الأمور - إلا إن الوقائع الأرضية تحتم علينا طرح الأوراق على الطاولة وعرض دروس يجب الإستفادة منها في سبر أغوار تاريخ ليس عنا ببعيد، وتكاد أوجه التشابه بين الدولتين متطابقة وأقصد بذلك : الإستعمار الثلاثي  (إيطالي - فرنسي - إنجليزي) - المواريث الإستعمارية وتداخلها في التركيبة القبلية - شعب مسلم 100 % - وسني 100 % - وهو شعب كان قد تعافى لتوه من سياسة حكم الفرد والدكتاتورية، كل هذا يضعنا في تساؤل محير هل هذا التشابه محض صدفة أم أن هناك قوى إقليمية لها مصالح متطابقة ، ونهجت نفس النهج في بلدنا الحبيب، إني أدعوا كل ذي عقل وبصيرة أن يتمعن في التجربة الصومالية ، وأن يحاول مراوغت المستعمر البغيظ كما يراوغ لاعب الكرة في الملعب، فما المستعمر البغيظ إلا بشر مثلنا مثله تحكمه أطماع يجب كبحها بنفس مستوى التفكير والتنظيم ، ويقوده جشع يجب جمحه بنفس مستوى التخطيط والتركيز.

هي لعبة السياسة وما يدور في فلكها، وخبث المستعمر وأدرعه المتنفذة من بني جلدتنا (من حيث يعلمون أو لا يدرون ). لقد ولا وقت التجنيد الإستخباراتي المباشر ، وأصبح التجنيد عبارة عن أفكار وتوجهات وأيديولوجيات لها تسلسل منطقي علمي موجه معلوم الأهداف يؤدي صاحبه إلى هدف مجنده المنشود بدون عناء منه، فأفيقوا وتوحدوا هداكم الله وردوا كيد أعدائكم - فليس عقولهم بأسمى من عقولنا ، وهم ليس بأكثر حنكة ودهاء منا ، ولكن السؤال المطروح ماذا ينقصنا: أقول الإتحاد - والتنظيم هو ما ينقصنا وهذا ما سوف تتلمسه من النقاط التي سوف أتطرق إليها تباعا.  

قبل أن أسرد الأسباب التي أدت إلى إندلاع تلك الحرب وتبعاتها وآثارها التي اصبحت باقية إلى يومنا هذا على مدى 21 سنة، يجب أن ننوه هنا على أن الصومال بلد مسلم 100% وأنه لا توجد به طوائف ، وقد قسمه الإستعمار إلى ثلاثة أقاليم كانت من نصيب فرنسي -  إيطالي -  إنجليزي ، ولم تنطلق تلك الحرب قبل أن تفرز بعض الملامح والتحديات على السطح ، والتي كانت بمثابت المحك في تشكيل صومال حديث تمزقه الصراعات وسوف أتطرق إلى بعض تلك الوجوه والتحديات والتي أرى أنها إسقاط لواقع معاصر تعيشه الأمة الليبية والتي إن لم نستفذ منها فأقول على ليبيا السلام.

أهم النقاط التي أذكت نار الفتنة والحرب في الصومال وإسقاطها على المستجدات الليبية بين قوسين.

1- تأثيرات المواريث الاستعمارية
2-  فشل الدولة الصومالية
3-فشل التجربة البرلمانية (وضع تحت هذا خطين - لأني أرى بأم عيني من يدور حول هذا الفلك)
4- الاستئثار بالسلطة (لا يقصد بذلك الدكتاتورية التقليدية أكثر من الإشارة إلى تحالفات سياسية قبلية تغديها مجموعات مستهترة)
5- افتقاد السيطرة والسيادة على إقليم الدولة ( لو لم تحسم المناطق الساخنة (بني وليد والجنوب) فاعلم إن هناك من يعمل في الخفاء)
6- الصراع على السلطة في البلاد.
7- تنامي الولاءات والانتماءات التحتية (التنامي التصاعدي للكتائب وعدم وجود حلول عملية و جدرية في آن واحد لأدماجهم في إطار الدولة)
8-غياب إستراتيجية قومية للاندماج الوطني. (توافق وطني مع الذين دعموا محمد سياد بري ولم تتلطخ أيديهم بالدماء (ما إصطلح في ليبيا بإسم طحالب) مع الذين وقفوا ضد محمد سياد بري (ما إصطلح في ليبيا بإسم جرذان) ).
9- ضعف الانتماء للوطن الصومالي  (ولا أقصد بذلك الدبل شفرة ولو أن بعضهم ليس له إنتماء أصلاء بشفرة وإلا بدبل فهي ليست معيار عندي).
10 - ضعف النمط الإنتاجي
11- توجهات وتأثيرات القوى الإقليمية.
12 - الاعتماد على المساعدات الخارجية (وهذا السبب والحمد لله الوحيد الذي لم أجد له مطابقة إلا إذا دخلت الدولة وبضغوط خارجية في غيابات البنك الدولي وصندوق النقد العالمي وهذا ما يتردد على مسامعي بين الفينة والأخرى).


وبعد  أكثر من 21 سنة "ولو سألت اليوم اشد اعداء محمد سياد بري هل تقضل عودة الديكتاتور محمد سياد بري على الوضع الراهن؟ لأجابك بنعم ! لأن سقوط الصومال كان افدح بكثير من سقوط الديكتاتور محمد سياد بري . بل ان الذي سقط حقيقة في عام 1991 الصومال وليس بري ".

فهل ياترى تقال تلك الكلمات بعد ما تخضبت أرضنا بدماء شهدائنا........... ، وإن كانت قد قيلت من بعض ضعاف النفوس ، ولكن عن نفسي فوالله على جثتي وإن كانت ليبيا ستنتقد عروة عروة.   نسأل الله العافية.

اللهم أجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم وحد صفنا الله واجمع كلمتنا - اللهم من أراد بهذا البلد سوأً أو بأهله وسائر بلاد المسلمين اللهم شل أطرافه وأخرس لسانه وأشغله بنفسه وأجعل كيده في نحره وأجعل تدميره تدميراً عليه اللهم آآآمين.

                                بقلم يوسف مادي


المرجع في سرد التسلسل التاريخ وأسباب الصراع الصومالي من الموقع التالي لمن أراد الإستزادة:



No comments:

Post a Comment