فقالوا له بصوت رجل واحد "شنو رجعك لقدح يا طحلوب".
فقالوا له بصوت رجل واحد "شنو رجعك لقدح يا طحلوب".
ترعرع
في أحضان "براعم وأشبال وسواعد الفاتح" ، لم يفته أي ملتقى ثوري ، رقص على
أهازيج ثورة الفاتح ، تغنى بها ، حفظ كل مقولات الكتاب الأخضر عن ظهر قلب ،
كان عضوا في المثابة الثورية وله بطاقة كان لزمن قريب فخورا بها ، إلا إن
الفارق الوحيد إنه لم يكن من المستفيدين ، وبجملة أخرى كان من جملة طبقة
"الزبائط" في قاموس الفكر الثوري، وهم كثر في ليبيا وهي طبقة منبوذة ، أعطت الكثير ودخل جيبها القليل.
قامت ثورة 17 فبراير ، وكان في الصفوف الأولى ضد هذه الثورة المجيدة ، ومع
سقوط طرابلس يوم 20 أغسطس إنقلب إلى ثائر إشتغل بكل قلبه في خدمة هذه
الثورة عمل في جميع البوابات ، كان سباقا الى خدمة الثغور - البدلة
العسكرية تلازمه صباح مساء - عمل في المنشئات النفطية وهمه الوحيد أن يحسن
صورته أمام أهل منطقته ، حاول أن يشتغل بدون مقابل في سبيل "مسح الجُرة"
ولكن هيهات للمجتمع أن يتسامح معه. قرر هذا الثائر أن يخرج من منطقته
ويشتغل في سبيل ليبيا الجديدة بدون مقابل ، ذهب إلى الحدود الليبية
التشادية لمدة عشرين عاما بدون مقابل ، لعلى هذه الخدمة تمسح له جريرته
الأولى - عاد إلى منطقته وقد أصبحت مدينة عصرية وحضارية - مباني عالية ،
ترام - سكة حديد - خدمات مصرفية راقية - خدمات بريدية فاقت مثيلاتها في
أوروبا - إنبهر بكل هذه التطورات فقال في نفسه: لقد تحقق حلمي بأن أصبح
ثائرا - دخل خزان قدح فوجد أقرانه ممن لم يلتقيهم منذ عشرين عاما يلعبون
الكارتة - فقالوا له بصوت رجل واحد "شنو رجعك لقدح يا طحلوب".
ملاحظة:
الشخصيات المذكورة بالقصة ليست من وحي الخيال و أي ايحاء أو تطابق هو عمل
مقصود بهدف التقليل من جملة التسلق المستشرية في مجتمعنا الليبي.
No comments:
Post a Comment