Thursday, December 12, 2013

فقالوا له بصوت رجل واحد "شنو رجعك لقدح يا طحلوب".

فقالوا له بصوت رجل واحد "شنو رجعك لقدح يا طحلوب".

March 8, 2012

 ترعرع في أحضان "براعم وأشبال وسواعد الفاتح" ، لم يفته أي ملتقى ثوري ، رقص على أهازيج ثورة الفاتح ، تغنى بها ، حفظ كل مقولات الكتاب الأخضر عن ظهر قلب ، كان عضوا في المثابة الثورية وله بطاقة كان لزمن قريب فخورا بها ، إلا إن الفارق الوحيد إنه لم يكن من المستفيدين ، وبجملة أخرى كان من جملة طبقة "الزبائط" في قاموس الفكر الثوري، وهم كثر في ليبيا وهي طبقة منبوذة ، أعطت الكثير ودخل جيبها القليل.

قامت ثورة 17 فبراير ، وكان في الصفوف الأولى ضد هذه الثورة المجيدة ، ومع سقوط طرابلس يوم 20 أغسطس إنقلب إلى ثائر إشتغل بكل قلبه في خدمة هذه الثورة عمل في جميع البوابات ، كان سباقا الى خدمة الثغور - البدلة العسكرية تلازمه صباح مساء - عمل في المنشئات النفطية وهمه الوحيد أن يحسن صورته أمام أهل منطقته ، حاول أن يشتغل بدون مقابل في سبيل "مسح الجُرة" ولكن هيهات للمجتمع أن يتسامح معه. قرر هذا الثائر أن يخرج من منطقته ويشتغل في سبيل ليبيا الجديدة بدون مقابل ، ذهب إلى الحدود الليبية التشادية لمدة عشرين عاما بدون مقابل ، لعلى هذه الخدمة تمسح له جريرته الأولى - عاد إلى منطقته وقد أصبحت مدينة عصرية وحضارية - مباني عالية ، ترام - سكة حديد - خدمات مصرفية راقية - خدمات بريدية فاقت مثيلاتها في أوروبا - إنبهر بكل هذه التطورات فقال في نفسه: لقد تحقق حلمي بأن أصبح ثائرا - دخل خزان قدح فوجد أقرانه ممن لم يلتقيهم منذ عشرين عاما يلعبون الكارتة - فقالوا له بصوت رجل واحد "شنو رجعك لقدح يا طحلوب".

ملاحظة:

الشخصيات المذكورة بالقصة ليست من وحي الخيال و أي ايحاء أو تطابق هو عمل مقصود بهدف التقليل من جملة التسلق المستشرية في مجتمعنا الليبي.

No comments:

Post a Comment